علاء عابد ، رئيس لجنة النقل والمواصلات بمجلس النواب
علاء عابد ، رئيس لجنة النقل والمواصلات بمجلس النواب


علاء عابد يكتب: الشطرنج.. نعم عن السياسة الخارجية أتحدث

أخبار اليوم

الجمعة، 25 نوفمبر 2022 - 05:37 م

الشطرنج لعبة أهل الهدوء والذكاء، لعبة من يعرفون قيمة الصبر والتفكير قبل اتخاذ أى خطوة، إجمالا لا يربح المعارك الدائرة فوق رقعة الشطرنج إلا صاحب الخطة والرؤية والإرادة والصبر.

نظرة واحدة على خريطة الأحداث والعلاقات الدولية فى السنوات الأخيرة، تبدو كافية لإدراك أن مصر أصبحت من ملوك لعبة الشطرنج، التدقيق والتركيز فى خريطة العلاقات الدولية والمعارك السياسية التى خاضتها مصر خلال السنوات الماضية يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أن الرئيس عبد الفتاح السيسى لاعب شطرنج سياسى من الطراز الرفيع، استطاع بصبر وهدوء أن يغير شكل التواجد المصرى على الخريطة الدولية.

جاء الخبر العاجل مصحوباً بصورة للقاء السيد الرئيس عبد الفتاح السيسى والرئيس التركى أردوغان بصحبة الأمير تميم أمير دولة قطر على هامش افتتاح النسخة الحالية لكأس العالم، ليؤكد كل المعانى السابقة، ويؤكد أن الرئيس السيسى مثلما هو قائد عسكرى من طراز خاص، فهو أيضاً سياسى محنك يعرف متى يحرك خطوته التالية ويكسب معاركه السياسية، ظهر ذلك واضحاً فيما يخص العلاقات المصرية الأمريكية وتطورها خصوصاً مع الرئيس الامريكى جو بايدن.

كما ظهر فى ملف العلاقات المصرية القطرية، ورحلة مصر لاستعادة العواصم الأفريقية، ثم النجاح منقطع النظير فى إدارة ملف العلاقات مع الدول الأوروبية المختلفة التى كانت قبل سنوات من الآن تعادى مصر وتنظر لها بعين الريبة، ثم تغير الحال لعلاقات استراتيجة قوية ومصالح مشتركة.

وها هى القدرة المصرية والذكاء الرئاسى يظهر مجدداً فى تحويل مسار العلاقات المصرية التركية من مرحلة الخصومة إلى التفاوض ومسار التصحيح بعد نجاح القاهرة فى تحقيق أهدافها وشروطها.

ذكاء الرئيس السيسى فى إدارة ملف العلاقات الخارجية المصرية، يبدو واضحا فى حصاد الانتصارات التى تحققت على أرض الواقع ، نجحت مصر فى ملف المصالحة العربية، واستعادت وجودها وتأثيرها الأفريقى، وانتزعت اعترافا من البيت الأبيض بقوة تأثيرها وباستراتيجية العلاقة معها، ونجحت فى الانتصار لرؤيتها فى الملفات الشائكة المهمة مثل سد النهضة وليبيا وسوريا، كما انتصرت فى كل المعارك السياسية التى خاضتها فى حوض البحر الأبيض المتوسط.

مصر بلد كبير ليس فقط بحكم التاريخ والجغرافيا، ولكن بحكم دورها الإقليمى والدولى، وهذا ما عبّر عنه الرئيس السيسى بكلمته الشهيرة :» مصر بتحارب بشرف فى زمن عز فيه الشرف» وربما يترجم ذلك هذا التطور الحاصل فى العلاقات المصرية القطرية والعلاقات المصرية التركية.

الصورة الكاملة لنجاح الرئيس السيسى فى إدارة ملف العلاقات الخارجية، ترى بداخلها أننا نعيش -لأول مرة منذ عقود طويلة- ونحن نرى السياسية الخارجية لمصر تعيش مرحلة الشباب، بنشاط حقيقى يحقق نجاحات ولا ينقصه الحكمة ولا الرزانة التى تليق بمصر.

ذكاء الرئيس السيسى كان واضحاً فى تحركات مصر السرية والعلنية لإطفاء الحرائق من حولها فى مناطق الصراع فى فلسطين وليبيا والسودان وسوريا وفى حوض المتوسط، سياسية خارجية يقود دفتها بحكمة ودهاء رئيس يعلم جيداً حجم مصر وقيمتها.

سياسة صبورة مع إمكانية إظهار العين الحمراء لمن يعادى ويفجر فى العداء مثلما حدث أثناء التهديدات التركية فى الملف الليبى، رسم السيد الرئيس الخط الأحمر وانتصرت رؤيته فى ليبيا وفى معركة غاز المتوسط دون استعلاء ودون خضوع.

قاد الرئيس السيسى كل هذه المعارك بسياسة تسعى لتصفية الخلافات دون تنازلات، وبشعار معلن للجميع: لا مصلحة فوق مصلحة البلاد العليا،  انظر إلى الخريطة بدقة وستتأكد، من ليبيا إلى فلسطين إلى لبنان إلى سوريا إلى منطقة المتوسط إلى السودان إلى واشنطن وأخيراً إلى تطورات الملفين القطرى والتركى،  وسوف تعرف أن مصر كبيرة  فى كل هذه الملفات.
 كان دهاء السيد الرئيس حاضراً ومصر حاضرة سياسياً وإنسانياً، فى كل هذه الملفات مصر انتصرت، وقالت كلمتها والعالم اعترف بأن القاهرة هى مفتاح الحل.
مصر تنتصر دون ضجيج  وتساند الاشقاء الفلسطينيين دون مزايدة وتبعث برسالة للعالم بأجمع أنها كانت ولا تزال رمانة ميزان المنطقة والشرق الأوسط ومفتاح الحل الذى يساند الأشقاء فى ليبيا والسودان وكل المناطق، ويدعم العالم دعوة رئيسها لفرض السلام وإنهاء الحرب الروسية الأمريكية.

وتتلقى الشكر والاعتراف بدورها المؤثر من الرئيس الأمريكى جو بايدن ، وتجعل أردوغان الذى طالما هاجمها يغير أفكاره وتوجهاته ويعلنها صريحة بعد لقاء الرئيس فى الدوحة بأن هذا اللقاء خطوة مهمة لبدء مسار إصلاح العلاقات المصرية التركية.

مصر التى يقودها الرئيس السيسى هى مفتاح كل باب، هى بوابة الحل السلمى لكل الأزمات، والمعادلة بسيطة.. حينما قاد دفة هذه البلاد رجل مخلص شديد الذكاء والحكمة  لمع بريق القاهرة  واستعادت مصر مكانتها.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة